بعد الصحراء حمى الحكم الذاتي تنتقل إلى الريف بالشمال المغربي: جمعيات ثقافية أمازيغية تطالب بالحكم الذاتي


المصدر : إيلاف
04/05/2007

الدار البيضاء أحمد نجيم
الريف في الشمال المغربي، يطمح إلى تمتيعه بالحكم الذاتي. هذه الرغبة جاءت بمناسبة احتفال الطبقة العمالية بمدينة الناظور في الريف المغربي بفاتح ماي "الحركة الثقافية الأمازيغية بشمال المغرب تطالب بالحكم الذاتي بالريف". في المناسبة نفسها رفع العلم الأمازيغي. هذا التظاهر في الشارع بشعار المطالبة بالحكم الذاتي هو الأول من نوعه في المنطقة.أ
شكيب الخياري، رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان، أوضح ل"إيلاف" أن الفكرة ليست وليدة فاتح مايو "قضية المطالبة بالحكم الذاتي في الريف تعود إلى سبع سنوات خلت وله رواسب تعود إلى بداية العشرينات ونهاية الخمسينات، لكن هذه أول مرة ترفع شعارا في الشارع". التاريخ الأول له علاقة بتأسيس المقاوم المغربي الأمير عبد الكريم الخطابي بجمهورية الريف إبان الاستعمار الإسباني للمنطقة أما في العام 1958 فمرتبطة بقمع شكان المنطقة بإشراف مباشر من الملك الراحل الحسن الثاني، كان آنذاك وليا للعهد ولوزير دفاعه أوفقير.أ
وربط الخياري هذا التطور بملف الصحراء "لهذا علاقة بمشروع المغرب الخاص بمنح الصحراء حكما ذاتيا". الناشط الحقوقي في هذه المنطقة يتحفظ على هذه المطالبة حاليا "في المرحلة الحالية الحديث عن الحكم الذاتي في الريف مرفوض". السبب "غياب البنيات التي تسمح بهذا الحكم"، فالمنطقة تتحكم فيها مافيات العقار والحشيش، بالإضافة إلى نزاعات بين جمعيات موالية للرباط وأخرى لإسبانيا، بالإضافة إلى التأثير المحدود هذه الجمعيات المطالبة بالحكم الذاتي".أ
وذهب رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان إلى أن المنطقة ستتمتع بالحكم الذاتي في المستقبل " هذا أمر لا مفر منه. المغرب ستكون لمناطقه حكم ذاتي، الحسن الثاني كان تحدث عن النظام الفيدرالي على الطريقة الألمانية".أ
ما يغيض سكان الريف هو الإهمال الذي عانته المنطقة لسنوات، رغم أن الملك الحالي محمد السادس قام بأكثر من زيارة لهذه المنطقة، في حين أن أباه الحسن الثاني كان يرفض زيارة تلك المنطقة. وقد أطلق مشاريع كثيرة، كما أعلنت الحكومة عن برنامج لتنمية المناطق الشمالية يتضمن مشاريع بعضها بتمويل الاتحاد الأوربي.أ
فكرة الحكم الذاتي التي يروج لها في الريف تعود نواتها الأولى إلى ثورة عبد الكريم الخطابي بداية القرن المنصرم. فأمير الريف، كما يلقب، بويع من عدة قبائل ريفية، وجمعها لمحاربة المستعمر الإسباني، انتصر على المستعمرين في معركة أنوال في العشرينات من القرن الماضي، منذ ذلك التاريخ ظلت الريف ولسنوات خارج عن السلطة الاستعمارية تتمتع بسيادة. ويطلق على ثورة الخطابي بثورة الريف الثانية. خلال هذه الثورة ألحق الأمير هزيمة قاسية بجيوش إسبانيا تحت قيادة سلفستر، إذ دحر 24 ألف جنديا جاؤوا لوأد الثورة، لكن أزيد من 15 ألف و500 جنديا قتل في تلك المعركة. استولى جيش الخطابي على 130 موقعا و30 ألف بندقية و129 مدفعَ ميدان، و392 مدفعا رشاشا. بعد فترة عاد الإسبان بأضعاف هذا العدد، قرابة 150 ألف جندي لمحاربة عبد الكريم الخطابي، وخسروا مرة أخرى.أ
وقد دعا الخطابي القبائل إلى اجتماع لتأسيس نواة نظامه السياسي. وضع دستورا وأسس مجلس الجمعية الوطنية لتمثيل القبائل وشكل حكومة دستورية في العام 1921. وظل يقاوم الاستعمار الإسباني في الريف ويطالب بجلاء الفرنسيين من المناطق الأخرى للمغرب. إسبانيا عرضت على أمير الريف الاعتراف باستقلال الريف، لكن بشروط أولها أن يكون الاستقلال ذاتيا يخضع للاتفاقات الدولية التي أخضعت المغرب للنظام الاستعماري، فرفض العرض. كانت جمهورية الريف تتحكم في مساحة يسكنها مليون مغربي. حاولت فرنسا دخول الحرب لكنها تلقت خسائر كبيرة مثل إسبانيا بعد حرب طويلة وحصار ضد هذا القائد سلم نفسه للفرنسيين كأسير حرب ونفته سلطات الاحتلال إلى جزيرة لاريونيون في المحيط الهادي، وفي 1947 التجأ إلى مصر ومكث فيها إلى يوم وفاته في العام 1963. هذا البطولة التي قام بها يستحضرها سكان الريف لتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، لذا تعتمد عليها الحركات الأمازيغية في مطلبها لتمتيع المنطقة بحكم ذاتي على غرار الصحراء.أ
فكرة من المتوقع أن تشمل حركات أمازيغية أخرى في الجنوب المغربي، خاصة منطقة سوس.أ